كتب محمد عبدالله
أكثر من مرة سمحت لي الظروف اللقاء مع حاكم مصرف لبنان السابق الاقتصادي الكبير والنائب الراحل ادمون نعيم في دارته في الرابية....
أكثر ما كان يلفتني في لقاءاتي الصحافية معه تواضعه الكبير، حيث كان يعشق العمل في الحديقة ،وتراه والتراب على ثيابه وينفض يديه من المعول.... وتنطلق المقابلة الى الحديث السياسي والاقتصادي دون المظاهر الخداعة ولا الماركات التي صرفت أموال اللبنانيين ! .
تولى "إدمون نعيم" منصب حاكم مصرف لبنان عام ١٩٨٥ وعُرف بنزاهته بالعمل .
ويوم طلبت منه الدولة، إقراض أموال المودعين لأنها كانت تمر بعجز، رفض الأمر وتمسك بقراره حتى النهاية، على الرغم من التهديد والتضييق الذي تعرض له .... فسحلوه من مكتبه إلى مدخل المصرف حتى تمكن بمساعدة احد حراسه الأوفياء من الإفلات منهم .....
كان الوحيد الذي يدير القانون المتعلق بصرف المال العام عندما شهد لبنان انقسام السلطة إلى حكومتين : حكومة الرئيس سليم الحص وحكومة الجنرال ميشال عون .
وفي ذكرى وفاته لا بد أن نترحم على إدمون وأيامه ، يومها كان للقانون سلطة ، وللضمير وجود .
الصورة الأولى مقابلة التقيت فيها مع الحاكم في منزله بالرابية
الصورة الثانية يبدو في مكتبه محصننا بالدشم الترابية