كما نعلم ان العملة الرسميّة اللبنانية على غرار معظم عملات العالم مربوط بالذهب الذي تملكه الدولة في المصرف المركزي (معظمه) و قليل موجود في خزنة خاصّة في الولايات المتحدة،على عكس الدولار فقد فك ارتباطه بالذهب في اواخر الثمانينات اذاً العملة الخضراء ما هي الّا سلعة يحدد سعرها وفق توافرها و معادلة زيادة الطلب عليها في حين عدم توافرها=ارتفاع في سعرها.
السؤال هنا:اين الدولارات؟
ادّت سياسات الدعم الفاشلة و غير المدروسة عبر السنوات الى استهلاك ما تبقى من الدولارات الموجودة في ما يسمّى ب"احتياطي" العملات الصعبة و فقدانها من السوق عدا عن نقل جزء منها الى الخارج.
ما هو السبب؟
نتيجة هذه السياسات اصبحت العملة اللبنانية مرتبطة بالدولار و الذهب على حد سواء و كون الميزان التجاري في لبنان يواجه عجز لا مثيل له ساعد في استنزاف الدولارات الموجودة بشكل جنوني و اجبر "المركزي" على الانفاق من ايداعات الناس في المصارف التي بدورها تودعها في مصرف لبنان،و الذي زاد الطين بلة هو تخلف حكومة دياب عن دفع اليورو بوند الذي بأغلبه كان سندات عائدة الى البنوك اللبنانية اي اموال المودعين.
فيما يسعى المسؤولون الى اقرار الهير كات(hair cut) لقَوننت تصرفات المصارف و هي اصلاً تُستعمل في ما خص العملات الاجنبية(الدولار خارج المصارف يصل لحدود ال٩٠٠٠ ليرة بينما داخل المصارف ٣٨٠٠ ليرة للسحوبات) مع التضييق على التحويلات الخارجية
الحل هنا هو بيد الحكومة التي سيشكلها الرئيس الحريري فيجب عليها اولاً اعادة هندسة النظام المالي و العمل على ادخال الدولارات الى البلد بأي طريقة.
مع عدم املنا بالحل على يد من اوصلنا الى هذه المرحلة،لعل معجزة تأتي ببوادر ملموسة تفرج هم الناس فلا متضرر الّا المواطن.