بعد مرور أسابيع و أسابيع على تكليف رئيس الحكومة مصطفى أديب تأليف الحكومة، يسود الصمت أرجاء البلد و كأنه "بتكب الإبرة بتسمع رنتا". دُعِم صهر فرنسا من الفرنسيين الا أن الأخطاء السياسية تدفع الدولة المنتدبة السابقة إلى الضغط لحل أزمة لبنان. فماكرون قد وضع أمله في بلد منهك، لم يعلم الفرنسي بأنه يحتاج إلى دول العالم بأسره للنهوض به.
ذهب دياب و أتى ديب واحد لكنه حتى الآن مشوش يحتاج بعض الوقت للتأليف، فالمشاورات على قدم و ساق بينه و بين رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب و باقي الأفرقاء، إنما ثمة معضلة تعركس مسار العمل.
"وزارة المالية" أو ما تُسمى بالوزارة الشيعية، هي المطب أمام كل هذا التأليف-على ذمة أهل التأليف - فلولا تمسك الثنائي الشيعي بهذه الوزارة لكانت تألفت الحكومة و عاد لبنان سويسرا الشرق لكن بمرفأ مدمر. و هنا السؤال، لماذا كل هذا التمسك بهذه الحقيبة؟
ما يُمكننا القول أن الثنائي الشيعي يبحث عن حقيبة يفرض بها سيطرته على البلد، وبما أنها الوزارة التي يمر من تحت أيديها كل التوقيعات و القرارات، و بما أن لها هيبتها و سلتطها، و بما ان الحز. ب و الحركة يؤكدون على "كمش" زمام للأمور، ولأن العالم كله يقف ضد هذا الثنائي و قوته و نفوذه و يقوم بالضغط بكل الأماكن السياسية و العسكرية و أبرزها موضوع التطبيع و فرض العقوبات لزعزعة هذا النفوذ، فالواضح إنهما لن يتخلا عنها حتى لو طال الأمر ولو أغريتمونا بكل الحقائب و "شكلوا حكومة بلانا".
أما سعد الحريري العاشق لرئاسة الحكومة و الملهوف للكرسي، فيتابع عن كثب الأمور من وراء الشاشة و كأنه يتوعد بالرجوع و مؤكدا" بأن لا حكومة ولا من يحزنون إذا ما كان هو الرئيس. فهل ينتظر الحريري" أمراً"؟ و ماذا يعني كل ما يحدث؟ أهو هدوء ما قبل العاصفة؟
هبة عاصي