حوار رئيس التحرير.
محمد عبدالله .
ثلاثة عشر عاما على ذكرى
ما عرف بثورة الاستقلال 14 اذار ،التي انطلقت غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما
تلاها من اغتيالات سياسية وتظاهرات ادت الى الانقسام السياسي بين فريقي الثامن
والرابع عشر من اذار .
14 اذار عنوان شكل فسحة
امل كبيرة لكثير من اللبنانيين ،سقط مع انعطافة رموز التحقوا بالثورة وكانوا اول
من وجه السهام لها عندما باتت عبئا على خياراتهم السياسية المصلحية منذ عام 2009
حتى يومنا هذا وهي الفترة الت شهدت تساقط
ما تبقى من قوى الرابع عشر من اذار .
اهم مواقف سعيد الاشارة الى
ان قانون الانتخابات سيمنح حزب الله سيطرة كاملة على البلد ،وانتخابات كسروان جبيل
يديرها رؤسائي المشايخ سامي الجميل وفريد الخازن
ونحن الفلاحون نراقب .
منسق الأمانة العامة ل
14 اذار النائب السابق فارس سعيد الذي بقى متحملا ومواكبا لمشهدية الانهيار ،لم
يغير مواقفه ولم يتغير ،حتى بمكان الامانة العامة، حيث انتقل بضعة امتار ليبقى في
الزمان والمكان الذي يريده!
يقول سعيد :"لا
معنى ل 14 اذار الا اذا ارتكزت على الوحدة
الداخلية ،14 اذار المثال والمثل بأنه اذا ما اجتمع اللبنانيون على الشر ،يصبح
خيرا" .
ويرفض مقولة ان 14 اذار
لم تنجز ويسأل" من الظلم القول بذلك ،الم يكن خروج الجيش السوري من لبنان،اهم
انجاز تجلى على ايدي الشرفاء المواطنين
اللبنانيين ،مسيحيين ومسلمين ضمن 14 اذار؟ ".
ويتابع "كثريعرفون
ان مطلب خروج الجيش السوري كان مطلبا مسيحيا في البداية ،ولكن ما حصل عام 2005 من
اغيال هز لبنان دفع بالموقف الى تحويل هذا
المطلب، من مطلب مسيحي الى مطلب لبناني جامع لكل الطوائف ".
اعادة التمركز الطائفي
ضرب 14 اذار!
يعتبر سعيد ان" 14
اذار تكونت بفعل خروج اللبنانيين من تموضعهم الطائفي الى ساحة التلاقي الوطني
،بينما اليوم نرى العكس صحيح ،فقانون الانتخاب اعاد هذا التموضوع ،وراينا اعادة
بناء الجدران ،وكان كل طائفة تعيش بمعزل عن الاخرى ،ولا تعاني نفس الازمات
الاقتصادية والمعيشية والبيئية ".
ويشير الى "ان 14
اذا بدات بالتراجع عندما بدا تراجع رموزها السياسية، من ساحة التلاقي والوحدة الى
التموضعات الطائفية لكل زعيم على رأس هذه
القوى السياسية ،الأمر الذي أدى الى ما وصلت عليه 14 اذار اليوم" .
وردا على سؤال هل ان القوى السياسية لحقت بالقواعد
الشعبيدة مجددا في تراجعها الى المربع الطائفي او القواعد الشعبية لحقت بالطبقة
السياسية ؟ يقول:"
14 اذار لم تفشل ،وانجزت
كثيرا في مسيرة 2005 ،ولكن الانتفاضة ضد 14 اذار قادها حزب الله وبشكل مبرمج، ولم
يقودها فقط على مساحة لبنان ،انما على مساحة المنطقة ".
"مثلا حرب تموز
2006 هي من الخطوات التي حصلت للانقلاب
على مسيرة الاستقلال ،وما رافقها من اغتيالات سياسية ..مثل
محاولة افشال اقامة
المحكمة الدولية ويوم الانفلات الأمني ب 7ايار ،ومن ثم اقالة الرئيس سعد الحريري
في عام 2011 والانقلاب على اتفاق الدوحة ".
ويتابع " كل هذه
الحطوات كانت مبرمجة لضرب مسيرة 14 اذار الاستقلالية ،هذا فضلا عن أزمات المنطقة
وانطلاق الثورات في بعض البلدان العربية، وظهور تنظيمات متطرفة مثل داعش والنصرة وغيرها
،التي انعكست على الصراع السني الشيعي في لبنان، وادت الى تموضع المسيحيين من جديد
ضمن شعار،الالتقاء فيما بينهم وهذا ادى ايضا الى تداول قاون الارثودكسي الانتخابي ".
ومن هنا راينا كيف كانت
انغطافة وليد جنبلاط بعد ان قاتل لوحده في 7ايار ،ومن ثم توجه سمير جعجع في فترة معينة
الى تبني القانون الارثودكسي الانتخابي
".
ويستذكر سعيد انه في تلك المرحلة "كان
اللبنانيون يطالبون حزب الله بان يتحول في خطابه ومسيرته ليصبح اكثر قبولا في
الواقع اللبناني ،بينما نجد كثر اليوم يتمنون لو يشبهون الحزب بقوته وسيطرته على
مفاصل السياسة في لبنان ".
ولا ينفي سعيد التأثيرات
الخارجية على ما حصل ب 14 اذار قائلا:"
استبدال شعارات الثورة
السورية من ثورة مدنية الى ثورة عنفية ،
وامام مسؤولية تخلي
العالم ،ولاسيما العالم العربي ونظامه القديم الذي انهار مع الربيع العربي، على أهمية
ثورة الاستقلال في لبنان ،وما حصل عام 2005".
ويسال:"هل ان ذلك
نتيجة عدم تقدير الموقف العربي ؟، اوالخوف من نتائج هذه الوحدة الداخلية اللبنانية
التي احدثت التغيير من دون دم ،وبدون عنف".
غياب
الدعم العربي ادى لاسقاط 14 اذار
"لا يمكن ان نظلم
المملكة العربية السعودية بانها تخلت عن لبنان" يقول سعيد .
ويتابع "اعيد واكرر
توصيف الموقف العربي الذي دعم المحكمة الدولية ،وساهم كثيرا بمالية 14 اذار ،ولكن
اشرت الى سوء تقدير للموقف في حينها.
وعندما كان محاصرا فؤاد
السنيورة في السراي كان الملك عبدالله يتصل مرة او مرتين باليوم للاستفسار ".
"لذلك اشكك بسوء
التقدير في دوائر القرار العربي،الذي ترك الفراغ يملؤه النفوذ الايراني في المنطقة.
فمشروع الهيمنة الايرانية
يتمدد بنفوذه في العراق في سوريا في لبنان حتى في فلسطين .... وكان هناك غياب لاي
مشروع عربي مواجه ..".
ويستطرد سعيد
قائلا:"
هذا قبل مجيء الامير
محمد بن سلمان الذي يقود اليوم مشروع عربي، وهو اول مشروع بغض النظر ، اذا ما كنت
تؤيده او لا،يجب الاعتراف انه مشروع يحتسب له بكفاءته ورؤيته ومواجهته للمشروع
الايراي بكل جراة ".
ويكشف سعيد ان المنطقة
شهدت على ثلاثة مشاريع تنقسم على النحو التالي:
المشروع المصري القائم
على دعم الجيوش .
المشروع القطري المدعوم
تركيا والقائم على دعم حركات اسلامية او الاسلام السياسي .
تيار المملكة الذي يعتبر
ان المواجهة للمشروع الايراني ضرورية ولكن يجب ابعاد الحركات الاسلامية المتطرفة
كي لا نستفز الغرب ونعطيهم الذريعة لمحاربتنا .
وحول امكانية ان يكون
لتركيا دور بديل عن السعودية في لبنان والمنطقة قال:"لا تستطيع ،لأننا لن
نقبل ،لا تتريك ولا التفريس ولا الاسردة ".
قانون الانتخاب والتفضيلي
لحزب الله!!!
الانتخابات النيابية المقبلة وما يرافقها من
تحليلات عن قانون الانتخاب الجديد يقول سعيد:"انه قانون اتاح الانتصار الشامل
الكامل لسيطرة حزب الله على ما تبقى من مفاصل الدولة والسياسة بلبنان ".
ويتابع"حزب الله
يعرف ان في ايار المقبل ، انتخابات في
لبنان وفي العراق، وايران وفقا لذلك تريد السيطرة على هذين العاصمتين العربيتين من
خلال ما يسمى انتخابات ديموقراطية!!".
ويعتبر سعيد ان"
زيارة الموفد السعودي الى لبنان اخيرا ،تاتي قبل سفر بن سلمان الى اميركا ،وذلك
لترتيب الأوراق واعادة الوصل مع الحريري وتبريد سخونة العلاقات اللبنانية السعودية
".
ويؤكد سعيد "انسحاب
المملكة من الاستثمار في الانتخابات اللبنانية ،لعلمها المسبق، ان هذا القانون
سيعطي حزب الله ما يريد والنتائج مبرمة مسبقا ،وفقا لما تم اقراره بقانون
الانتخابات ".
و حول
انتخابات كسروان جبيل يقول:"اترك هذا الأمر لرؤسائي الشيخ سامي الجميل والشيخ
فريد الخازن ...".ويقول ممازحا" عندما يعمل المشايخ يجلس الفلاحون
للمراقبة ....".
المبادرة الوطنية...قائمة
ومستمرة !
وعن المبادرة اللبنانية
الوطنية يقول سعيد :"اطلقنا المبادرة لتاخذ خيار اللبنانيين الأحرار ،وهي قائمة وسنستمر في دعمها من أجل مساحة مشتركة بين اللبنانيين ".
"انا كماروني
لبناني ارى المزاج السني رافض للمشروع الايراني عكس ما هو حاصل عند المسيحيين او
الشيعة او الدروز".
ويتابع "نحن لدينا
موقف واضح بأن الحكم والحكومة يقومان بتسليم لبنان باليد لحزب الله.....
فواقع المبادرة ،انها ترفض
الهيمنة، ومواجهتها تكون بمساحة وطنية جامعة ،وعلينا ان نراكم بهذا الاتجاه ،كما
راكمنا وتيرة العمل لخروج الجيش السوري في 2005".