فترة انتهاء الترشيحات للانتخابات النيابية لم تنتهِ بعد، وتاريخ
انتهاء إعلان اللوائح لم يبدأ بعد، والمرشحون «الكبار» لم يتقدموا
بترشيحاتهم حتى الساعة... ومع ذلك أجواء الانتخابات تزداد سخونة يوماً أكثر
من يوم، على إيقاع الإشاعات، التي تبرَع بعض المطابخ في تركيبها وإطلاقها،
عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما تيسّر من منابر إعلامية!
ليس خافياً مدى أهمية الإشاعة في الحرب النفسية، سواء أكانت عسكرية أم
سياسية، وحجم تأثيرها على المتلقين في صفوف الرأي العام، خاصة في مراحل
هيمنة موجات الغموض على الوضع السياسي، وعدم اتضاح الرؤية في المسار
الانتخابي.
قبل زيارة الوفد السعودي إلى بيروت تركزت معظم الإشاعات على حركة
المرشحين، والاتصالات الجارية خلف الأبواب الموصدة، حيث كان يتم تبديل
مواقع المرشح الواحد عدّة مرات في اليوم الواحد، من دون أن يعني ذلك أن
الكلام المتداول يمت إلى الحقيقة بصلة، بل غالباً ما كان يجافي الواقع
والحقيقة معاً!
أما بعد جولات الموفد السعودي ووفده على القيادات السياسية، فقد
تكاثرت الإشاعات والتسريبات بوتيرة زمنية تسابق سرعة البصر، ودارت معظمها
حول مشاريع اللوائح رغم أن معظمها ما زال قيد الولادة، حيث تمّ سحب بعضها،
وإطلاق البعض الآخر، فضلاً عن أحاديث تعثر هذه اللائحة، أو ارتياح منافستها
في نفس الدائرة!
وذهبت بعض التسريبات إلى حدّ الإيحاء بأن الوفد السعودي يسعى إلى تنظيم التنافسات، وتركيب التحالفات، وتسمية المرشحين والمرشحات!
وسرعان ما تبيّن أن المسألة من فبركة وتلحين مطابخ الإشاعات، في إطار
«حرب نفسية» وتضليلية تزرع الإحباط والقنوط في أوساط شريحة واسعة من
الناخبين، وخاصة في بيروت!
اللواء-