كتب محمد عبدالله
في 21 حزيران 2006 كانت اخر اللقاءات التي
ضمنتي مع الرئيس عمر كرامي في مجالسه الاسبوعية التي كان اعتاد عليها مع عدد من
الصحافيين وممثلي وسائل الاعلام .
لم يكن مسموحا التسجيل ،لان اللقاء هو بمثابة
دردشة وحوارات بين الصحفيين والرئيس كرامي .
واذكر يومها كان قد اختارني الزميل العزيز
جوزف خليل كي امثل جريدة النهار في تلك الاجتماعات التي كان يشارك فيها ايضا زميلي
وصديقي العزيز سمير منصور .
وفي اللقاء الاول الذي حضرته وباسلوبي الصحفي
وطرح الاسئلة الجريئة ،لم ترق للرئيس الراحل يومها الذي كان معروفا عنه انفعاله
السريع .فظن انني اعادي مواقفه او ان احدا
دسني لاكون استفزازيا في طرح الاسئلة ،عليه واذكر يومها كنت قد سالته او نقلت له
كلاما يتم التداول به بان استقالته من الحكومة اغضبت السوريين وحزب الله لانه لا
يمكن ان يستقيل فجاة ولا يضع حلفاءه باجواء الاستقالة ".
ولكن جاء اتصال مستشاره الصديق عثمان مجذوب
بعد الظهر معي ليخبرني ان لا مشكلة مع الرئيس وهو يريد التعرف علي اكثر وانه اي
مجذوب اخبره بعلاقته بي التي تعود الى ايام كنت في تلفزيون لبنان وكان مجذوب مديرا
للاخبار عام 98 ،وبانني متاثر بطريقة جبران تويني ،ولكنه صديقنا ولا يكتب الا بشكل
موضوعي .
فكان الرهان على ان انقل الصورة في اليوم
التالي في الجريدة ، ان اكتب ما فهمته من كلام الرئيس بشكل لا يكون
استفزازيا لان هذه الجلسات كما ذكرنا لا تسجيل فيها انما فقط خلاصات عن اراء
الرئيس حول اخر المستجدات ....ولكن عندما توضحت الصورة عند الرئيس بانني لست محزبا
لاي طرف، واسالتي نابعة من هواجس صحافية لنقل راي الناس تفهم واصبحنا في اكثر من
جلسات صحافية ، لا بل كانت النكات والاخبار الطريفة جزءا لا يتجزا من حديثنا مع
الرئيس كرامي بطبعه المحبب الذي لا يضاهي اي سياسي اخر من رعيله.
ومن هنا اذكر ما كشفه بسخرية الرئيس كرامي عن
اسقاط حكومتهعام 92
ﻭﻫﻨﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﺍﻧﻪ ﺯﺍﺭ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ
ﺗـﻠـﻚ ﺍﻵﻭﻧـــﺔ ﻭﺍﻟـﺘـﻘـﻰ ﻧـﺎﺋـﺐ ﺍﻟـﺮﺋـﻴـﺲ
ﺍﻟــﺴــﻮﺭﻱ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺧـﺪﺍﻡ ﻭﺍﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ:
"ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﺍﺫﻛـﺮ ﻛـﺎﻥ ﻳـﻮﻡ ﺳﺒﺖ ﻭﻛـﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ
ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻳـﺰﻭﺭ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ
ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻻﺳﺪ، ﻓﺎﻟﺘﻘﻴﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﺭﺩ
ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﻼ: ﺍﻣﻬﻠﻨﺎ ﺣﺘﻰ
ﻳﻮﻡ
ﺍﻻﺭﺑﻌﺎﺀ ﻭﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻚ. (ﺑﺘﻬﻜﻢ) ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ
ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ
ﺍﻟــﺘــﻲ ﻃـﻠـﺒـﻬـﺎ ﺍﺑـــﻮ ﺟــﻤــﺎﻝ ﻛــﺎﻧــﺖ
ﻟـﺘـﺤـﻀـﻴـﺮ ﺩﻭﺍﻟــﻴــﺐ
ﻭﺍﻓﺘﻌﺎﻝ ٦ ﺍﻳﺎﺭ
عام 92 فقال :"
وفي هذا الاطار ايضا اكشف ما قاله يوما
الرئيس كرامي في جلساته حول استقالة حكومته عام 1992 ..
.كنت في هذه الصالة بالمنزل وجاءني احد
الاشخاص الذي كان يهم بالدخول الى السياسة اللبنانية وقال لي شو يا دولة الرئيس عم
نسمع انو بدك تستقيل !!!وانك غير مرتاح لسير الحكومة ..فاقول لك يجب ان لا تستقيل
بطريقة عادية لا بل اقترح عليك ان تعقد اجتماعا لمجلس الوزراء وتشتبك مع احد ",,فرد
الرئيس كرامي ممازحا بما انني لم البي رغبة احدهم بهكذا استقالة مدوية ...لجاوا
الى الدواليب المحروقة علها تدوي اكثر وختم ضاحكا .....".
وفي حادثة اخرى ايضا فيها من الطرافة ان
الرئيس عندما ساله احد الزملاء عن رد النائب علي حسن خليل عليه يومها حول اللقاء
الوطني الذي اعلنه في حينهاقال/
"ﻟـﻢ
ﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺮﺩ،
ﺍﻻ ﺍﻧﻨﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﺎ ﺻﺮﺡ ﺑﻪ
ﻭﺟـﺪﺕ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺑﺎﺳﻠﻮﺏ" ابو مصطفى" ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺒﻴﻪ
ﺑــﺮﻱ ﻭﺗــﻮﻟــﻰ
ﺧـﻠـﻴـﻞ ﺍﺫﺍﻋــﺘــﻪ.
ولسخرية القدر
ان عنوان المقالة الاخيرة التي تعود الى 2006 التي كتبتها في النهار تجسد ما نحن
فيه اليوم بحيث جاء في عنوانها:"جريدة النهار 21حزيران 2006 صفحة 8
ﻛﺮﺍﻣﻲ:ﺃﻱﺛﻘﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔﺗﺨﺘﻠﻒﻋ
ﲆ
ﺗﻮﺯﻳﻊﺍﻟﺰﺑﺎﻟﺔ؟"
رحم
الله الرئيس عمر كرامي ورحم اللبنانيين بمستقبل افضل في زعماء يقدرون بلدي لبنان
كما كان الرئيس كرامي .